فَعِنْدَمَا يَصْمُت الْلِّسَان .. وَيُطْلَق لِلْقَلَم الْعِنَان .. لَيُعَبِّر عَن خَفَايَا الْنَّفْس وَ مَكْنُوْنَاتِهَا نَرَى إِبْدَاع الْخَالِق فِيْنَا .. وَعِنْدَمَا يَنْسَاب الْقْلُم وَيُرِيْح فِي مَرْفَأُه .. نرَى قَطَرَات الْشَّهْد تَتَسَاقَط مِن بَيْن الْأَنَامِل .. عِنَدَمّا تَكْتُبُوْن نَرَى الْإِبْدَاع الْحَق وَالْمَوَاهِب الْمَصْقُولَة .. نَرَى الْفُنُوْن وَالْجَمَال الَّذِي تَخُطُّه أَيَّادِيَكُم هُنَا فِي مَرْفَأ الْقْلُم .. كُلُّنَا أَمَل أَن تَجِد الْفَائِدَة وَالْمَعْرِفَة .. وَأَن نَرْتَشِف مِن يَنَابِيّعِك قَطَرَات تَرْوِي عَطْشَانَا لِلْمَعْرِفَة .. حَلَلْت أَهْلَا وَنَزَلْت سَهْلَا .. فَلَك أَرَق وَأَعْطَر التَّحَايَا وَأَصْدَقَهَا ..
الثلاثاء، 7 يونيو 2011
المرأة والأحدب
( من الأدب المترجم)
يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..
كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟”
في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.
كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”
بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”
..
المغزى من القصة
افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 6 تعليقات:
مَاشَاء الْلَّه قِصَّة جَمِيْلَة وَمُفِيْدَة بْنـفَس الْوَقْت
جَزّآكَي الْلَّه آلَف خَيْرَآ إِسْتَاذَتِي مَهَآ فَاتَمْنّى لِكَي الْتَّوْفِيْق دَوْمَآ .,‘><‘ ♥
سَوْف اكُوْن مُتَآبَعَة جَدَّا ً لِكَي ,.» ' ♥ ♥
طَآلْبَتك [ ‘ رَيهَآم الْقـــحّطَآنــي ♥]
استاذتي القديرة / مها
لا استغرب عليك هذا الابداع والتميز
فأنت انسانة من النادر ان اجلس معك ولا اخرج بفائدة او معلومة تنعش عقلي
بارك الله في جهودك
واشكرك على اسلوبك الجذاب المتميز
مدونتك ذات بصمة خاصة
شكرا لك
ردودك كالعطر الفواح يا ريهام
تعجبني مفرداتك فهي رائعة كروعتك
يسعدني تواصلك جدا
فانت وردة مدونتي
غاليتي عزة
يجذبني سحر كلماتك
فقد قراتها مرارا
واطربني جمالها
فهي تفوح بجمال الخلق و الوفاء
و اصالة المبدا
الذي المسه منك
فكم اود ان اكون عند حسن ظنك
كل الشكر لك
فانت نعم الصديقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
استاذتي العزيزة مها كم افتقدك واود ان اراك من جديد يالك من معلمة رائعة ذكراكي ما زالت في قلبي ولن انساك اتمنى ان اعلق في ذاكرتكي بصورة جميلة مثلما علقتي في ذهني
طالبتك السابقة : ذكرى العقيف
thank you
اخبار السيارات
إرسال تعليق